مفهوم الاتصال وعناصره وانواعه

مفهوم الاتصال , عناصره , أهدافه , أنواعه

مُساهمة من طرف زكرياء في الخميس أفريل 11, 2013 7:20 pm


  • تمهيد:
  • أدرك
  • البشر أهمية الاتصال منذ فجر التاريخ، ومع تتابع العصور زاد الإحساس بدوره
  • البارز في استمرار حياتهم، وتحقيق مصالحهم المختلفة، وتوحيد جهودهم، 
  • وترابط مجموعاتهم، وتنظيم أنشطتهم، وتطور أنماط حياتهم.
  • فالاتصال بين 
  • أفراد المجتمع والمجموعات الاجتماعية المختلفة ضروري لتحقيق متطلبات 
  • الاجتماع الإنساني، وهو شرط من شروط بقاء الكائن البشري كما تقول “المنظمة 
  • العربية للتربية والثقافة والعلوم
  • ولأن الإنسان احتاج منذ تواجده على 
  • وجه الأرض أن يتصل بغيره من البشر، ليتم له إشباع حاجاته المختلفة، فقد 
  • أمده الله الإنسان بمخزون هائل من الأسماء ” وعلمَ آدمَ الأسماءَ كلَّها” 
  • لتكون بمثابة المادة التي يتم بها التعرف على مفردات الوجود والحياة، وليتم
  • التواصل بين البشر، وإرساء قواعد التعامل.
  • ولما احتاج الإنسان أن يتصل 
  • عن بُعدٍ استعمل بأقرانه، بعائلاته وعشيرته، عند الطوارئ أو عند الحاجة، 
  • لأسباب تتعلق بالتحذير من مداهمة العدو أو الإعلام بوجود المياه أو الفرائس
  • للصيد، استعمل ذكاءه لتطوير أدوات ووسائل الاتصال.
  • أولا – مفهوم الاتصــال:
  • تعني
  • كلمة الاتصال في اللغة العربية البلاغ ، فنحن نقول أوصله الشيء أو أوصل 
  • إليه الشيء، أي أبلغه إياه. كما تعني أيضا ربط الشيء بالشيء، ومن هنا نقول 
  • استوصلت المرأة ، أي سألت أنْ يُوصل شعرُها بشعرِ غيرها. وقد تعني الأداة 
  • التي يتم بها الوصل، وتسمى الموصِّل، أو الموصِّلات، كما هو الشأن في علم 
  • الطبيعيات، حيث تشير إلى الأجسام التي تنقل خلالها الكهرباء. وقد تشير إلى 
  • الارتباط والتلاحم، حين يأتي الحديث عن التواصل.
  • إذن فحسب الدلالات 
  • اللغوية لكلمة الاتصال، يتضح لنا أن عملية الاتصال تحدث بين طرفين، كما 
  • أنها تتم من خلال وسيلة، ويكون من آثارها حدوث ارتباط هذين الطرفين.
  • هذا
  • وقد ورد المفهوم إلى اللغة الأجنبية (الغربية) من الأصل اللاتيني Communis
  • والذي يعني المشاركة والاشتراك في الشيء، وهي تعني في اللغة الإنجليزية 
  • ذات الشيء.
  • أما في اللغة الفرنسية فتشير كلمة Communication في اللغة 
  • الفرنسية إلى عملية الاتصال، وإلى وقوعه« Action de communiquer, d’être en
  • liaison » وإلى طرق الاتصال (طرق، قنوات، أنهار.. ) « Voies de – » وإلى 
  • الرابطة أو الوسيلة التي من خلالها يتم الاتصال… الخ { Collection Quillet }
  • هذا،
  • ويعتبر المدلول اللغوي قريب من المفهوم الاصطلاحي، سواء في المعنى 
  • الكلاسيكي لكلمة اتصال، هذا المعنى الذي يجعل المستقبل مجردا من الإرادة 
  • عند عملية التلقي، أو من خلال التعاريف الحديثة التي تؤكد على التفاعل بين 
  • أطراف الاتصال أو تلح على عنصر الاختيار، إذْ أنها تعتبر الاتصال عملية 
  • تفاعل اجتماعي يستخدمها الناس لبناء معان تُشكّل في عقولهم صورا ذهنية عن 
  • العالم، وهم يتبادلون هذه الصور الذهنية عن طريق الرموز، ويعتبر هؤلاء 
  • الاتصال مشاركة في فكرة أو اتجاه أو موقف، دون أن يعني ذلك الاتفاق في 
  • الفكرة أو الاتجاه أو الموقف([1]).
  • ولكن يبقى جوهر الاتصال هو العملية 
  • أو الطريقة التي تنتقل بها الأفكار والمعلومات وغيرها بين من يقوم بإصدارها
  • والتعبير عنها وبين من يتلقاها، وما ينتج عن ذلك من تفاعل وتواصل وتغيرات،
  • تختلف باختلاف النسق الذي تتم فيه العملية ، وهذتا ما أوضحه محمود عودة 
  • عند تعريفه للاتصال بقوله: << مفهوم الاتصال يشير إلى العملية أو 
  • الطريقة التي تنتقل بها الأفكار والمعلومات بين الناس داخل نسق اجتماعي 
  • معين، يختلف من حيث الحجم، ومن حيث العلاقات المتضمنة فيه، بمعنى أن يكون 
  • هذا النسق الاجتماعي مجرد علاقة ثنائية نمطية بين شخصين أو جماعة صغيرة أو 
  • مجتمع محلي أو مجتمع قومي أو حتى المجتمع الإنساني ككل [2] >>
  • ولا
  • يجب أن يعني أن التمييز بين التعاريف الكلاسيكية والتعاريف الحديثة، يعني 
  • أن الأخيرة حلت محل الأولى، بل يجب أن يفهم ذلك باعتبار أن التعاريف 
  • الكلاسيكية تخص على وجه الخصوص الجانب الإعلامي للاتصال الذي يبقى يشهد 
  • علاقة تأثير للُمرسل للمعلومات والأفكار على المتلقي من خلال الأحبار 
  • والإشهار والدعاية وباستعمال مختلف أنواع ووسائل الاتصال.
  • مع الاعتراف 
  • بوجود بعض التعاريف التي غالت في هذا الإطار وجعلت الاتصال مجرد استجابة 
  • المتلقي للمرسل، مثلما هو الحال بالنسبة لتعريف ستيفنكس Stevens الذي هو 
  • ([3]): ” الاتصال هو استجابة الكائن الحي المميز لأي مرسل”.
  • أما 
  • التعاريف الحديثة فيمكن القول بأنها تعبر عن التطور في عمليات الاتصال داخل
  • الإدارة العصرية ونظريات التربية الحديثة التي تؤكد على طرق التعليم التي 
  • يأخذ فيها التفاعل داخل الصف الدراسي مكانه فيها بوصفه عاملا مساعدا على 
  • نجاح العملية التعليمية.
  • وخلاصة للقول فإن التعاريف الحديثة تشير إلى 
  • ذلك النوع من الاتصال الذي يتم بين طرفين بشكل تفاعلي، كما يحدث في أساليب 
  • التربية الحديثة أو داخل المؤسسات ذات التنظيم العالي والديموقراطي، في حين
  • أن التعاريف الكلاسيكية تؤكد على دور المرسل في توجيه المضامين نحو مستقبل
  • بغرض تغيير مواقفه وسلوكه، وهذا ما أفاضت في ذكره مدراس الإعلام الأمريكية
  • التي شرحت خصائص وشروط هذا التأثير، بل أنها توسعت في الكشف عما تعتبره 
  • أسلوبا تضليليا تقوم به وسائل الدعاية والإعلام الأمريكية على وجه الخصوص.
  • ومن التعاريف الكلاسيكية نختار ما يلي:
  • الاتصال
  • هو <<هو العملية التي من خلالها ينقل الفرد أم الجماعة ( المرسل، 
  • المرسلون) بعض الرسائل من أجل التأثير على سلوك أفراد أم جماعات أخرى 
  • (المتلقي، المتلقون) وتغييره حسب رغبة محددة.([4])>>
  • <<إلى نقل وتبادل المعلومات بين أطراف مؤثرة ومتأثرة، على نحو يقصد به ويترتب عنه، تغير في الموقف أو السلوك([5]) >>.
  • ومن التعاريف الحديثة نحتار التالي:
  • فقد
  • أورد الأستاذ بن نوار صالح في مقاله المعنون : “الاتصال الفعال والعلاقات 
  • الإنسانية” والمنشور في الكتاب الذي أشرف عليه فضيل دليو عدة تعاريف 
  • للاتصال داخل المؤسسة والإدارة بقوله: << فهو عملية نقل وتبادل 
  • المعلومات الخاصة بالمنظمة داخلها وخارجها، وهو وسيلة تبادل الأفكار 
  • والاتجاهات والرغبات بين أعضاء التنظيم، وذلك يساعد على الارتباط والتماسك،
  • ومن خلاله يحقق الرئيس الأعلى ومعاونوه التأثير المطلوب في تحريك الجماعة 
  • نحو الهدف..([6])>>
  • ومن بين التعاريف التي تؤكد على التبادل 
  • والتفاعل تعريف بوجردوس الذي يعرف <<الاتصال على أنه التفاعل في ضوء 
  • منبهات أو إشارات أو نظرات عن طريق استجابة الأشخاص إليها، ويستخدم الاتصال
  • تلك المنبهات كرموز لما تحمل من معنى، فإذا اكتسب شخصان نفس الرموز بنفس 
  • معانيها فإنما يتصل كل منها بالآخر، ومن ثم ينشئون الاتصال([7])>>
  • ويدخل
  • في نفس السياق تعريف “جورج لند برج” Georges Lindbergالذي يقول: 
  • <<إن كلمة الاتصال تستخدم لتشير إلى التفاعل بواسطة العلامات 
  • والرموز، وتكون الرموز عبارة عن حركات أو صور أو لغة أو أي شيء آخر تعمل 
  • كمنبه للسلوك، أي أن الاتصال هو نوع من التفاعل الذي يحدث بواسطة 
  • الرموز.([8])>>
  • وتذهب جيهان رشتى نفس المذهب حينما تعرف الاتصال 
  • بوصفه: العملية التي يتفاعل بمقتضاها متلقي ومرسل الرسالة، كائنات حية أو 
  • بشر أو آلات في مضامين اجتماعية معينة، وفيها يتم نقل أفكار ومعلومات أو 
  • واقع نعين، فالاتصال يقوم على مشاركة المعلومات والصور الذهنية 
  • والآراء[9]>>
  • ويعرف كرتش و كرتشفيلد الاتصال بأنه : <<تبادل
  • المعاني بين الأفراد، ويحدث بشكل أولي من خلال استخدامهم للرموز المألوفة 
  • والمعرفة لهم.[10]>>
  • أما غريب سيد أحمد فيرى في عملية الاتصال 
  • عملية اشتراك ومشاركة في المعنى من خلال التفاعل الرمزي، وتتميز بالإيثار 
  • في الزمان والمكان، فضلا عن استمراريتها وقابليتها للتنبؤ([11])>>
  • ثانيا- المفاهيم القريبـة:
  • ولفهم
  • المدلول الاصطلاحي للاتصال، يجدر بنا معرفة المفاهيم القريبة منه، ثم 
  • تحليله لمعرفة العناصر أو المكونات الأساسية للتعرف. ومن المفاهيم المجاورة
  • لمفهوم الاتصال، بحكم التطورات المعاصرة أو بحكم الدلالة اللغوية أو 
  • الاصطلاحية، المفاهيم التالية: مفهوم الإعلام، مفهوم الدعاية، مفهوم 
  • الإشهار.
  • 1- مفهوم الإعلام:
  • يعرف الإعلام 
  • Information بوصفه <<عملية حصول أو إعطاء معلومات عن واقعة، أو 
  • مجموعة إشارات، أو معلومات يمكن أن تترجم إلى كلمات أو نصوص أو صور، ويمكن 
  • أن تعرف بوصفها مجموعة من الإشارات التي تم ترميزها ومعالجتها بالحاسب 
  • الآلي، إلى آخره من التعاريف التي تدل عن سِعة هذا المفهوم وانسحابه على 
  • حقول كثيرة (Coll : Quillet)
  • وبشكل عام، فهو يتضمن عملية تبليغ وقائع أو
  • جعل المستعلَم أو المستعلِم يحصل على علم بواقعة أو وقائع بوصول الخبر 
  • إليه، كما يتضمن جملة وسائط ووسائل تفصح عن صيغ وأشكال للتعبير متعددة، 
  • بفضلها يتم التبليغ ونشر الخبـر.
  • وقد أشار إلى هذه العناصر التي تتم من 
  • خلالها عملية الإعلام “فرنان تيرو” من خلاله تعريفه للإعلام الذي يقول فيه:
  • << الإعلام هو نشر الوقائع والآراء في صيغة مناسبة بواسطة ألفاظ أو 
  • أصوات أو صور وبصفة عامة بواسطة جميع العلامات التي يفهمها الجمهور 
  • [12]>>
  • وقد ظهرت الحاجة إلى قاعدة نظرية لتناول تقنيات الاتصال 
  • والإعلام بعد ازدياد حجم وسائل الاتصال وتعقدها، ويرجع الفضل إلى الرياضي 
  • “كلود إلوود شانون” Claude Elwood Shannon في صياغة نظرية للإعلام، وذلك في
  • 1948 في كتابه ” النظرية الرياضية للاتصال” . وتهتم هذه النظرية بكافة 
  • أنواع الاتصال التي تطورت منذ ذلك الوقت، مثل التلفزيون والترميز ونقل 
  • المعلومات من خلال الحاسب الآلي، وتخزين المعطيات بفضل وسيلة دعم مغناطيسية
  • أو بصرية.
  • وإجمالا تعرض هذه النظرية النموذج العام لنظام الاتصال، الذي
  • يتكون من مصدر معلومة الذي ينتج الرسالة التي سيقوم بنقلها، وقناة اتصال 
  • من خلالها تعبر الرسالة، ومستقبل تتجه إليه الرسالة.
  • ونظرا لكون نظام 
  • الاتصال يعرف بعض العيوب التي لا يمكن تجنبها، بسبب محدودية قدرات قنوات 
  • الاتصال، أو بسبب تأثر الرسالة بعوامل الضوضاء والتشويش طبيعية، اقترحت 
  • نظرية الإعلام حلولا تقنية لهذه المشكلة، ساعدت على تحسين نقل الرسالة 
  • وزيادة فاعليتها ودقتها، وذلك بالرغم من محدودية القناة.
  • وإجمالا تهتم 
  • نظرية ” نظــرية الإعلام” Théorie de Information بقياس حجم المعلومات، 
  • والصور التي يتم من خلالها عرضها، أي من خلال ما يسمى الترميز، كما تهتم 
  • أيضا بنظام الاتصال الذي يقوم بنقلها ومعالجتها، ويستدل على الترميز بتحويل
  • الصوت أو الصورة إلى إشــارة كهرو-مغناطيسية، أو بترقيم الرسـائل السـرية 
  • بفضل ” طريقة الرمز بالكتابة” Cryptographie.
  • علاوة على ذلك، فإنّ وسائل
  • الاتصال عن بُعد Télécommunications, والمعلوماتية، ونظرية الإعلام يتم 
  • تطبيقها في ميادين متعددة، منها مثل السيبرناطيقا Cybernétique ([13]) 
  • واللسانيات وعلم النفس.
  • كثيرا ما يستعمل مفهوم الاتصال مكان مفهوم 
  • الإعلام، ويحدث والعكس أيضا في مرات عديدة. ويرى البعض أن مفهوم الإعلام 
  • يقتضي وجود الاتصال بشكل عام، في حين أن المفهوم الثاني لا يقتضي وجود 
  • الثاني.
  • فالاتصال لا يؤدي بالضرورة إلى الإعلام، فعند أداء طقوس معينة، 
  • أو حين ينفجر الكل في غمرة من الضحك الصاخب فإن الجميع يشعر بشعور مشترك 
  • وبالانتماء إلى إطار مجتمعي واحد، دون أن يرتبط هذا الشعور بمضمون معرفي 
  • ما، أي من دون وجود معلومة، ولذلك يرى الفلاسفة أن قيمة المعلومة وقياسها 
  • يكون ضمن حقل معرفي، في حين أن الاتصال يجد مضمونه ضمن الفعل والتنظيم 
  • ([14]).
  • فالتواصل لا يحتاج بالضرورة إلى مضمون إعلامي لكي يحدث، فهو يتم
  • ضمن نسيج من العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، حيث نجده يحدث حتى 
  • بين بين الأم و رضيعها الذي لم ينطق بعد، فهذه العلاقات تحقق تواصلا وشعورا
  • مشتركا بلغة صامتة يتجاوز مداها لغة الحروف والإشارات. مما يعني أن 
  • الاتصال أعم من مفهوم الإعلام، الذي يكون بتبليغ مضمون رسالة.
  • 2- مفهوم الدعاية:
  • أما
  • فيما يخص مفهوم الدعاية Propagande فقد تضاعف تأثيره مع تطور وسائل 
  • الإعلام، وتعرف الدعاية بأنها تشير إلى العملية التي تسعى من ورائها البعض 
  • إلى للتأثير على سلوك الجمهور ومواقفه، سواء لأهداف نبيلة أو غير نبيلة، 
  • مثل التأثير على سلوك الناخب أو الجندي أو المواطن العادي. وليس من السهل 
  • التاريخ لبدايات الدعاية، التي ارتبطت بالترويج لصاحب الحكم والملك 
  • والسلطة، وربما كان لها الفضل الكبير في تطوير أساليب الخطابة منذ عصور 
  • اليونان مرورا بحضارات وحكومات.
  • ويرجع “نعوم شومسكي” Naom Chomsky 
  • بدايات الدعاية في العصر الحديث إلى فترة انتخاب “ودرو ويلسون” Woodrow 
  • Wilson كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في 1916، بعد حملة انتخابية كان 
  • شعارها << السلام من دون نصر>> وذلك في منتصف الحرب العالمية 
  • الأولى، حينما كان الشعب الأمريكي مسالما، ولا يفكر في التورط في حرب 
  • أوروبية، ولكن حكومة ويلسون كان قد فكرت في ذلك، ولذلك كون لجنة حكومية 
  • للدعاية كان هدفها هو إحداث تحول بمقتضاه يصبح الشعب المسالم إلى شعب مهوس 
  • بالحرب يرغب في تدمير كل ما يمت بصلة بالألمان، والدخول في الحرب ونجدة 
  • العالم.
  • وقد ساعد ها النجاح على استعمال نفس التقنيات فيما للتعبئة ضد 
  • الخطر الأحمر الشيوعي، (ثم الخطر الصفر) وقد ساهم بعض المثقفين التقدميين 
  • في هذه الحملات الوطنية، مثل “جون ديوي” John Dewey ، وقد كان هؤلاء يشعرون
  • بالفخر بوصفهم ” الأعضاء الأكثر ذكاء في المجتمع”. ويرى شومسكي أن الوزير 
  • البريطاني المكلف بالدعاية هو من روج للكثير من الإشاعات والحكايات التي 
  • كانت تشاع تبث يومها، وهو الذي توعد بتضليل أكبر عدد من الناس، وكان أهم 
  • شيء عنده هو التحكم في آراء “الأعضاء الأكثر ذكاء في المجتمع” الأمريكي، 
  • فهم من يتولى بعد ذلك هذا الدور التضليلي .([15])
  • وقد ساهمت “البحوث 
  • المخبرية ” Etudes en laboratoire في مجال الاتصال، خاصة تلك التي التي قام
  • بها كل من ” كارل هويلاند” arl Hovlandومعاونيه في الكشفت عن تأثير 
  • الدعاية، من خلال توضيح شروط التأثير التي تجعل المتلقي ينصاع و يستجيب 
  • بشكل محدّد. كما أوضحت كيف يتأثر المتلقي بالمصدر La sourceلاعتقاده 
  • وثقـتـه فيه، بوصفه مطلع على الحقيقة أو على الأقل يُفترض فيه معرفتها.
  • ومن
  • جهة أخرى، ساهمت “التحقيقات الميدانية ” Enquêtes sur le terrain في إثراء
  • نتائج هذه الدراسات، بإضافة معلومات هامة تتعلق بالتأثيرات الفعلـية 
  • Effets réels حيث أوضحت نسبية تأثير الدعاية السياسية من خلال الصحف 
  • والراديو، وبيّنت أن الفرد يتأثر أساسا بوسطه الاجتماعي، فغالبا ما يتخذ 
  • سلوكا انتخابيا معينا حسب تأثير الأقارب، كما اتضح من خلال النتائج التي 
  • توصل إليها ” بول لازارسفيلد” Lazarsfeld وغيره من الباحثين عند دراستهم 
  • للانتخابات الرئاسية في 1940، التي تواجه فيها روزفيلت وبويلكي. وقد دحضت 
  • نتائج الدراسة الاعتقاد لسابق حول التأثير الكبير للراديو والصحافة ([16]).
  • وعلى
  • كل فإن نسبية تأثير الدعاية من خلال وسائل العلام ميتها، لأن التطورات 
  • الحديثة بينت بأن سائسي العقول لا يستغنـون عن تضليل العقول لإطالة سبات 
  • الجماهير([17])، أو لتعبئتهم لخوض حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وتمتلك 
  • الجكومات تجربة رائدة في هذا المجال لأنها، زجت بشعبها في عدة تدخلات 
  • عسكرية خارجية وحروب متتالية، مثل ما حدث في غواتيمالا والفيتنام وكوريا، 
  • وبنما، والخليج. فهناك تقاليد رئاسية في ذلك توارثها بوش، ولم يكن أبدا 
  • مؤسسا لها.
  • وهكذا فإن للدعاية أساليب عديدة تجعلها قادرة على النجاح 
  • والتأثير، لعل أهمها اعتمادها الدائم على البهتان والتضليل، وتزوير 
  • الحقائق، واستعمال الشعارات البراقة، والكذب من خللا الصورة والصوت، وتجنيد
  • العلماء والفنانين ووسائل الإعلام ووكالات الأخبار العملاقة.
  • وهي تعتبر
  • العدو اللدود للوعي الصحيح والتعليم النزيه والحر والثقافة المتفتحة، وهذا
  • ما تأكد من خلال التاريخ، ولذلك صرح وزير الدعاية “جوبلز” في وقت هتلر 
  • بأنه : “كلما سمع كلمة ثقافة وضع يده على مسدسه” لأن الثقافة تكشف زيف 
  • أيديولوجيته، وتفضح ترهات ادعاءاته العنصرية المضللة.
  • 3- مفهوم الإشهار:
  • ومن
  • المفاهيم الأخرى، ذات الصلة بمفهوم الاتصال، مفهوم الإشهار أو الإعلان 
  • Publicité الذي أصبحنا نجده في الطرقات وفي وسائل الإعلام المختلفة، وأصبح 
  • يشكل ظاهرة اجتماعية قائمة بذاتها.
  • وهو يعتبر مثل الاتصال عبارة عن 
  • مجموعة من المضامين التي تروج لسلعة أو خدمة أو فكرة ما، تصدر من مصدر 
  • معين، يستخدم وسيط اتصالي مناسب ليبعث برسالته إلى جمهور مستقبل، حتى يقنعه
  • بما يقدمه له ويؤثر بالتالي عليه فيحبذ إليه ما يعرضه عليه، وتعرفه ” 
  • كريستين لتانتورييه” Christine Leteinturier باعتباره << يشيـر إلى 
  • كل تقنيات الترويج المستعملة للتعريف أو تحبيذ تنظيم ما، أو سلعة أو خدمة، 
  • أو حادثة أو فكرة، مما كان الشكل أو الغاية[18] >>
  • ونجد نفس 
  • التعريف عند محمود عسّاف عندما يعتبره يشمل << مختلف نواحي النشاط 
  • التي تؤدي إلى نشر أو إذاعة الرسائل الإعلانية المرئية أو المسموعة على 
  • الجمهور لغرض حثه على شراء سلع وخدمات أو من أجل التقبل الطيب لأفكار أو 
  • أشخاص أو منشآت معلن عنها[19] >>
  • ونجد تعريفا آخر في 
  • موسوعةEncarta مفيدا من حيث تمييز للإشهار عن بقية العمليات الاتصالية 
  • الأخرى، من حيث أسلوب المتبع للتأثير على المستقبل، فهي ترى أنه << 
  • يشير إلى الإعلانات التي تهدف لترويج البضائع والخدمات، والتي تحاول إحداث 
  • تأثير نفسي لأغراض تجارية، ويطمح الإشهار إلى التعريف بمُنْتَج للجمهور، 
  • وكذلك حث هذا الخير على اقتنائه، وهي تختلف عن وسائل الإقناع الأخرى مثل 
  • الدعاية والعلاقات العامة والاتصال>>
  • ويرجع تاريخ الإشهار إلى 
  • قرون بعيدة[20]، فمن بين الطرق التي عرفت قديما الإعلان الخارجي من خلال 
  • اللوحات الإشهارية الملونة أو غيرها، والتي كانت توضع أمام المحل أو تُعلّق
  • في المبنى لجلب أنظار المارة.
  • وقد وجدت بعض هذه الألواح في المدن 
  • الإيطالية القديمة، وفي العصور الوسطى كان الإشهار يُسند إلى ” البراحين ” 
  • أو “المنادين” Crieurs publics للترويج لبضائع التجار، أما الماركات 
  • والرسوم التي كانت ترمز إلى المنتج أي السلعة فقد ظهرت في نهاية القرن 
  • السادس عشر.
  • غير أن الولادة الحقيقة للإشهار كانت في الولايات المتحدة 
  • الأمريكية، حيث استعمل الإشهار المباشر في أراضيها الشاسعة من خلال إرسال 
  • الكاطالوجات Catalogues ، ويعتبر بائعي الحبوب وموزعي الكتب هم أول من 
  • اعتمد هذه الطريقة، وبهذا ظهرت عمليات البيع من خلال المراسلة منذ 1870.
  • ومع
  • حلول القرن العشرين توسع الإشهار داخل قطاعات أخرى، حيث بدأ البعض يعلن في
  • الصحف الواسعة الانتشار مثل منتجي الأدوية وشركات سكك الحديد, وفي هذه 
  • الحقبة بدأ الصناعيين ، منهم صانعي الصابون، في صناعة منتجات التعليب، مما 
  • فتح تاريخا جديدا لتقنيات التعليب packagingالتي تعرف بالمنتج وتشهر به، 
  • وبذلك دخل الإشهار عهدا جديدا، فبعد أن كان الزبون في السابق يشتري المنتج (
  • سكر..بن ) في أكياس، بحيث تكون قيمة السلعة مجسدة في ثمنها، أصبحت الآن 
  • الماركة Marqueهي التي تتولى ذلك.
  • وبعد الحرب العالمية الثانية، تطور 
  • الإشهار بفضل تطور الاختراعات التقنية، فقد سمحت الكهرباء مثلا بظهور 
  • اللوحات الإشهارية المضيئة، وتقنيات الحصول على الكليشيه للطبع من حلال 
  • التقنيات التصويرية والكيماوية Photogravure ومع وصول جهاز الراديو ظهرت 
  • أساليب جديدة للإشهار من خلال الرسائل الصوتية. وبعد الحرب العالمية 
  • الثانية عرف الإشهار عصرا آخر مع دخول التلفزيون إلى هذا المجال، ومع حلول 
  • 1960 و1970 أصبح الإشهار الذي تعددت قنواته يمثل جزءا من إستراتيجية 
  • المؤسسة.
  • كما أصبح مفتاح نجاح أي وسيلة إعلامية، بل أن “منح” الإشهار في
  • مثل بلداننا إلى الصحف والجرائد أصبح وسيلة امتنان أو إقصاء لبعض الصحف ” 
  • المستقلة”، حيث تمنح الصفحات الإشهارية التي بإمكانها تغطية أغلب تكاليف 
  • إصدار اليومية لصحف معينة. ولكن مع ذلك يمكن القول أن الإشهار يلعب دورا 
  • بارزا في التعريف بالمنتجات المختلفة، وخلق منافسة بينها تعود بالنفع على 
  • المستهل من حيث السعر والجودة. هذا بالرغم من الآثار المدمرة للإشهار على 
  • الثقافة والقيم الاجتماعية بشكل عام.
  • ثالثا- عناصر عملية الاتصال :
  • من
  • خلال التعريف الذي أوردناه سابقا للاتصال ( إلى نقل وتبادل المعلومات بين 
  • أطراف مؤثرة ومتأثرة، على نحو يقصد به ويترتب عنه، تغير في الموقف أو 
  • السلوك) يمكن أن نحدد عملية الاتصال من خلال العناصر التالية، التي تعد 
  • شروطا لإتمام هذه العملية:
  • ـ ” نقل وتبادل المعلومات” : أي أنه عملية 
  • اجتماعية، تتضمن شيئا ما (معلومات، رسالة، محتوى) يتم إيصاله، من خلال 
  • النقل والتبادل، فنحن أمام مسألتين تتعلق الأولى بمحتوى وتتعلق الثانية 
  • بطرق إيصالها.
  • 1- ففيما يخص عملية نقل وإيصال المحتوى، فقد أصبحت 
  • العملية اليوم من أهم الفنون والعلوم، ففي مجال التربية والتعليم مثلا، 
  • تعدّدت النظريات والعلوم التي تهتم بعملية نقل المضمون التعليمي. وفي مجال 
  • الإشهار أصبح التدريب على ذلك يستدعي تضافر عدة علوم وفنون. وفي مجال 
  • الإدارة استحدثت مصالح العلاقات العامة ، واستحدثت لها فروع علمية ودورات 
  • تدريب لإنجاح مهمتها في الترويج لخدمات المؤسسة وإقناع المتعاملين 
  • والزبائن.
  • هذا وكثيرا ما يتم الحديث عن أساليب الاتصال للتعبير عن مختلف
  • الطرق المتبعة لتحقيق عملية نقل الرسالة، ويتضح من خلال تفحص الأساليب 
  • الخمسة التي حددها ” فيرجينا ساتير” (Virginia Satir) ([21]) أن هذه 
  • العلمية شديدة الارتباط بشخصية المرسل، بتكوينه وبالموجهات التي توجه 
  • أفعاله وممارساته: ولذلك فهي تتنوع حسب الأفراد والهيئات، ففي الوقت الذي 
  • يعتمد فيه البعض الطرق العنيفة للتبليغ، بشكل مبرر (كما في التدريبات 
  • الشاقة للجنود وغيرهم) أو غير مبّرر حينما يكشف عن الأمر عن نزوع عدواني 
  • لدى الشخص، نجد البعض الآخر يعتمد الحوار والإقناع العقلي كوسيلة للتعبئة 
  • واستيعاب الأفراد، ولزيادة تفعيل أداء المستخدمين أو الأنصار. هذا في حين 
  • يعتمد البعض الآخر طرقا ملتوية غير واضحة، هذا في حين يكتفي فيه البعض 
  • بالاسترضاء وتلافي الخصام وتسيير الأمور بشكل يجنبه الوقوع في المشاكل..
  • وبسبب
  • أهمية مسألة نقل المعلومة داخل عملية الاتصال شدّد ” إدوين إميري” (Edwin 
  • Emery) عليها عند تعريفه للاتصال عند قوله : << الاتصال هو فن نقل 
  • المعلومات والآراء، وكذلك الاتجاهات من شخص إلى آخر، وذلك عن طرق توجيه 
  • وسائل الإعلام والاتصال عن طريق الصورة أو الصوت أو الذوق أو الشم أو غيرها
  • من الحواس ([22])>>
  • 2- أما بالنسبة للمحتوى أي الرسالة، فهي تعني
  • كل ما من شأنه أن يوجه أو يرسل للجهة المستقبلة، من أفكار وقيم و تعليمات 
  • ومعارف ومهارات وأوامر ..الخ ، ويجب أن نفرق بين المحتوى المشار إليه 
  • للتّو، والشكل عند الحدث عن الرسالة، فقد تكون الرسالة على شكل لغة 
  • (الكلام(*)) أو أصوات أو إشارة أو رمز أو صورة أو نغم أو رسم أو شكل معماري
  • (ولذلك كانت العمارة والزخرفة مثلا أو الصور تعبيرا عن رسالة خاصة تكشف عن
  • هوية الأمة) وبشكل عام تأخذ الرسالة أشكالا بحسب ما تتلقاه حواس الإنسان. 
  • ويتحدد نجاح المرسل في تبليغ رسالته في حسن اختيار الأسلوب والشكل 
  • والمحتوى، فأحيانا يتطلب المضمون التعليمي، أن يستعمل المرسل أشكال التعبير
  • الجسدية عندما يتعلق الأمر مثلا بالتعريف ببعض الموضوعات التي لا يمكن أن 
  • يستوعبها التلميذ إلا من خلال ذلك، وأحيانا يكون التعبير من خلال الرسم 
  • أقوى تعبير عن فكرة ما وهكذا …فالعبرة بتحقيق المرام.
  • ـ تتم “بين أطراف 
  • مؤثرة ” ومتأثرة : أي بين مرسل « Emetteur » ومستقبل « Récepteur » فقد 
  • يكون المرسل فردا أو هيئة، وقد يكون منتجا للخطاب وصانعه، أو مجرد منفذ 
  • وناقل له. ولذلك وجب التفريق مثلا بين من يعدّ التقرير وبين الذي يذيعه، 
  • ومن يصنع القرار ومن يبلّغه.. هذا، وينسحب ما قيل سابقا فيما يخص المرسل عن
  • المستقبل ( أو المتلقي) أيضا فقد يكون فردا أو مجموعة أفراد أو هيئة، 
  • وتتحدد ما يطلب من المستقبل حسب علاقة المرسل به، وما ذا يريده منه، ولذلك 
  • وجب التفريق بين المتعلم ضمن العملية التربوية والذي يتلقى المعرفة من 
  • مبلغها الذي هو المعلم، وبين الجندي الذي يتلقى أوامر التدريب أو 
  • الحرب..هذا وتجدر الإشارة إلى طبيعة نجاح أي رسالة تتعلق بشروط خاصة بكل من
  • المرسل أو المستقبل على حدى وبمدى العلاقة بينهما. فقد يعود التشويش أو 
  • اللبس أو الفشل في تحقيق أهداف الاتصال إلى الوسائل أو شكل الرسالة أو 
  • أسلوب الاتصال..
  • رابعا – أهداف الاتصال وآثاره:
  • تبين لنا من خلال 
  • تعريف عملية الاتصال تنطوي على أهداف مختلفة، بحسب النسق الذي تتم فيه، 
  • وحسب المرسل والرسالة وطبيعة الجمهور المستقبل، فهو يتم بين أطراف تشترك في
  • الأهداف، كما هو الحال في المؤسسة، أو بين مؤثر ومتأثر كما هو الحال، في 
  • الغالب، في التعليم والإشهار والدعاية وغير ذلك.
  • ومن هنا يتضح لنا بأننا
  • لا يمكن أن نتحدث عن الاتصال من دون الحديث عن آثاره، وما يترتب عنه من 
  • نتائج، وهذا يجرنا بالطبع لقول أن مما العملية الاتصالية تنطوي على أهداف 
  • يسعى المرسل إلى تحقيقها لدى مستقبله.
  • هذا، ويتحدّد الأثر حسب محددات 
  • ومعطيات عديدة (أسلوب الاتصال ، شكل الخطاب ومحتواه، والوسائل المستعملة..)
  • وكما يتنوع الثر يتنوع الهدف أيضا.
  • ونظرا لأهمية الأثر المتوخى من 
  • عملية الاتصال،أي عنصر الاستجابة، نجد البعض يركز على هذا العنصر عند 
  • تعريفه للاتصال، على نحو ما نجد عند ” ستيفنس” ( S. Stevens ) الذي يـرى 
  • بأنّ << الاتصال هو استجابة الكائن الحي المميّز لأيِّ رمز ([23]) 
  • >> وهو ما ذهب إليه ) ” كاري كرونكيت” (Cary cronkites) عند قولـه 
  • بأن << الاتصـال بين البشــر يتم عندما يستجيـب الإنسـان لرمـز ما 
  • ([24]) >>
  • ولكن يبقى دائما الثر مرتبطا بعناصر كثير منها المضامين
  • المرسلة، والتي قد تكون سلبية، تهدف إلى تزييف وعي الأفراد، وتحويلهم إلى 
  • مجرد حشود لا يشعر الفرد فيها بأية مسؤولية خلقية في تصرفاته وسلوكياته، أو
  • تحويله إلى مجرد ذوات استهلاكية لا تشعر بأي استقلالية في التفكير 
  • والتصرف. وإلى كائنات خاضعة، وهذا ما تقوم به بعض المؤسسات العملاقة التي 
  • تسيطر على أجهزة ووكالات الإعلام والاتصال. والتي تستعمل عدة أساليب لتحقيق
  • أهدافها، والتي من بينها محاولة خلق اتجاهات فكرية وسلوكية نمطية، وخلق 
  • أذواق وعادات استهلاكية، تنسجم وأهدافها، وتضمن تحقيق مصالحها، وتؤمن 
  • استمرار تدفق خدماتها وسلعها.
  • وهذا ما جعل العلماء يؤكدون اليوم على 
  • المفهوم الإعلامي للاتصال، بعد أن أصبحت عمليات الاتصال بفضل تطور وسائل 
  • الاتصال الجماهيري تتسم بعمق التأثير وسعة الانتشار، فمن خلالها يمكن أن 
  • يتوجه المرسل إلى عددٍ لا حصرَ لهُ من المستقبلين في وقت واحد .
  • وقد 
  • تكون كذلك أداة تنوير وتثقيف، وهذا ما تساعد على تحقيقه، وبشكل سريع وأفضل،
  • التطورات العلمية والتقنية المتسارعة نراه في مجال تكنولوجيا الكومبيوتر 
  • (عتاده وبرمجياته) وتكنولوجيا الاتصالات (الأقمار الصناعية وشبكات الألياف 
  • الضوئية) وكذا تطور شبكة الإنترانيت.
  • وهكذا، فمع زيادة انتشار الاتصال 
  • زادت أهميته بفضل دوره الأساسي بوصفه أساس العلاقات الإنسانية، حيث بفضله 
  • يمكن أن تتطور هذه العلاقات وتتعمق، وذلك بما يتضمنه من رموز ومعلومات 
  • وأفكار وتجارب([25]).
  • ——————————————————————————–
  • -
  • [1] حسين خريف، الاتصال: مفاهيم، أساليب وأنواع” في فضيل دليو وآخرين: 
  • الاتصال في المؤسسة، فعاليات الملتقى الوطني الثاني، مؤسسة الزهراء للفنون 
  • المطبعية، قسنطينة، 2003، ص9.
  • [2] – محمود عودة، أساليب الاتصال والتعليم الاجتماعي، دراسة ميدانية في قرية مصرية، القاهرة، دار المعارف، 1971، ص5.
  • [3]-
  • محمد سلامة محمد غباوي، السيد عبد الحميد عطية، الاتصال ووسائله، بين 
  • النظرية والتطبيق، الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، ، 1991، ص22.
  • [4] – محمد الجوهري وآخرون، علم الاجتماع ودراسة الاتصال الجماهيري، القاهرة،دار المعرفة الجامعية، 1992، ص18.
  • ([5]- محمد سلامة والسيد عبد الحميد، المرجع السابق، ص 5 .
  • -
  • [6] فضيل دليو وآخرون، الاتصال في المؤسسة، (فعاليات الملتقى الوطني 
  • الثاني) منشورات مخبر علم اجتماع الاتصال، قسنطينة، مؤسسة الزهراء للفنون 
  • المطبعية بالخروب2003، ص83-84.
  • [7] – محمود عودة، مرجع سبق ذكره، نفس الصفحة.
  • [8]
  • – جيهان رشتى، الأسس العلمية لنظرية الإعلام، القاهرة، دار الفكر، 1978، 
  • ص50- 50، نقلا عن حسن عماد مكاوي وليلى حسين السيد، الاتصال ونظرياته 
  • المعاصرة، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، ص24
  • [9] – جيهان رشتى، نفس المرجع، ص53.
  • [10] – محمد سلامة محمد غباوي، السيد عبد الحميد عطية، مرجع سابق، ص8.
  • [11] – غريب سيد أحمد، الجماعات الاجتماعية، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 1979، ص271، نقلا عن نفس المرجع، نفس الصفحة.
  • [12] – زهير إحدادن، مدخل لعلوم الإعلام والاتصال، الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، 1991، ص14.
  • [13]
  • السيبرناطيقا علم متعدد التخصصات يدرس ميكانيزمات الاتصال والتحكم 
  • والمراقبة عند الكائنات الحية والآلات والنظم الاقتصادية والاجتماعية، 
  • وويعتبر “نوبار وينر” Nobert Wiener مؤسس هذا العلم، وواضع هذا المصطلح 
  • (1948) بعد أن اقتبسه من اليونانية (Kybernein) . وتساعد السيبرناطيقا على 
  • الوصف الشكلي للتفاعلات بين الآلات وكذلك بين الكائنات الحية أو ضمن 
  • الأنساق لاقتصادية، فهي تدرس سلوك كل الوحدات التي تستعمل وتحوِّل 
  • المعلومات في محيطها.” “Cybernétique”, Encyclopédie® Microsoft® Encarta
  • [14] – Daniel Bougnoux, Introduction aux sciences de la communication, Alger, Editions Casbah, 1999, p72.
  • [15] – Naom Chomsky, Robert WX.McChesney, Propagande, média et démocratie, Alger, Les Editions El-Hikma,2000,pp17-19.
  • [16]- Chazel François (influence) Encycopedie universalis.
  • [17]
  • يعتبر البعض تضليل عقول البشر بمثاب”ة أداة للقهر” : هربرت شيللر: 
  • المتلاعبون بالعقول، ترجمة عبد السلام رضوان، عالم المعرفة، العدد 106 
  • (أكتوبر 1986) (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) ص5.
  • Christine Leteinturier,”Publicité”, Encyclopedia Universalis.[18]
  • [19]
  • – أحمد عادل راشد، الإعلان، بيروت، دار النهضة العربية، 1981، 35، نقلا عن
  • فضيل دليو<< تخصصات اتصال المؤسسة >> في فضيل دليو ولآخرين، 
  • مرجع سبق ذكره، ص23.
  • [20] – اعتمدنا أساسا على موسوعة Encarta
  • [21]- لمزيد من التوسع أنظر: محمد سلامة محمد غباوي، السيد عبد الحميد عطية، مرجع سابق، ص44- 47.
  • ([22]) نفس المرجع: ص 19-20.
  • (*)
  • تجب أن نفرق بين الأصوات والكلام ، فالكلام هو اللفظ المركب المفيد 
  • بالوضع، وهو – كما نعلم – يتكون من الاسم والفعل والحرف. فهو مركب بحيث 
  • يؤكد شيئا أو ينفيه، وهو مفيد أي يدل على شيء، وهو يكون من خلال الوضع أي 
  • من ابتكار المجتمع حيث يتطور بتطور التفكير الوسائل المختلفة التي يستخدمها
  • الإنسان لتحقيق حاجاته وتحسين ظروف معيشته.
  • ([23]محمد سلامة محمد غباوي، السيد عبد الحميد عطية، مرجع سابق، ص24.
  • ([24]) نفس المرجع السابق، ص24.
  • [25] حسين خريف، مرجع سابق، ص9

Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne